Friday, May 4, 2012

لإسقاط قيادة الاتحاد العمالي العام

لإسقاط قيادة الاتحاد العمالي العام

لبناء حركة عمالية مستقلة ونقابات مناضلة وديمقراطية
من أجل حزب عمالي جماهيري يطرح البديل الاشتراكي

 تامر مهدي – اللجنة لأممية العمال
04 أيار 2012
 
كما كان متوقع، لم يستجب إلا بعض العمال للاضراب العام في 3 أيار الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام، ويعود هذا لفقدان الثقة بقايدة هذا الاتحاد الذي يبيع العمال وحقوقهم كل ما اتاحت له الفرصة. وهذا بالرغم من أن الدعوة للإضراب العام أتت في وقت تحركات نقابية مستقلة تتفجر عفوياً في لبنان وغضب جماهيري بسبب الغلاء المعيشي والبطالة وانعدام الخدمات العامة وازدياد الفقر. 

وكانت قد أعلنت الاتحادات النقابية الأكبر في لبنان عدم مشاركتها في الاضراب العام خوفاً من ان يعلق كالعادة رئيس الاتحاد العمالي العام الاضراب في منتصف الليل بعد ان يكون قد ابرم صفقة مع الطبقة الحاكمة وأصحاب العمل. فموظفو المصارف، وروابط المعلمين والأساتذة في المدارس الرسمية والخاصة، وموظفو الإدارات العامّة واتحادات نقابية عديدة، كلهم سحبوا الثقة من رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ومن معه، متهمين تحركه الحالي بأنه "سياسي" في ضوء الخلافات الحاصلة بين أطراف الحكومة.

مقر الاتحاد العمالي العام بعد أن كتب المتظاهرون على جدرانه 
شعارات تطالب برحيل قيادته
وقد أعلن نقيب المعلمين وعضو هيئة التنسيق النقابية أن المعلمين لن يشاركوا في الإضراب والسبب ليس عدم وجود مشكلات اجتماعية واقتصاديه وإنما فقدان الثقة بالمطلق بقيادة الاتحاد العمالي العام. ويشرح نقيب المعلمين أنه منذ أشهر، تم الاتفاق بين هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام على تنفيذ إضراب لتحقيق مطالب تصحيح الأجور، إلا أن غصن أعلن وقف الإضراب الساعة الواحدة ليلاً، أي قبيل تنفيذ الإضراب بساعات، ومن دون الرجوع الى أحد. وقال أيضاً أنهم لا يطمئنون لغصن، وأن تحركه مرتبط بالخلافات في الحكومية ولا علاقة له بوجع الناس الذي يساهم فيه كل أطراف الحكومة. وقال أن الأساتذة لن يدخلون في أي إضرابات وهمية.

وشرح أحد أعضاء رابطة موظفي القطاع العام  أن إضراباً يدعو إليه غصن يعني أنه إضراب بلا صدقيه، متسائلاً عما يضمن أنه لن يعلن تعليقه ليلاً كما يفعل عادة. وشدد على أن موظفي الدولة هم بالآلاف، إلا أن رئيس الاتحاد العمالي العام لم يعمل على التنسيق مع الرابطة التي تمثّلهم لتحديد المطالب، مختلقاً إضراباً من دون عنوان. ولفت الى أن التجربة مع غصن غير مشجعه قائلاً أن أشهر لم تمر على اتخاذه موقفاً لمصلحة أصحاب العمل مفرطاً بحقوق العمال، ومتسائلاً عما أدى الى استيقاظه للمطالبة ببعض الحقوق اليوم في حين أنه كان يساهم في هدرها.

سيارة بنتلي قيمتها عشرات آلاف الدولارات 
مركونة في موقف سيارات تابع لمقر الاتحاد العمالي العام
كذلك أعلن أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان، بعد اللقاء النقابي لعدد من رؤساء النقابات والاتحادات العمالية المعارضة، أن الاضراب شكلي ومدسوس بهدف تنفيس الاحتقان الشعبي الذي بدأ يتبلور بشكل كبير وعفوي من دون أي تحريك سياسي. وأضاف أن هذا الأمر أرعب السلطة التي أعطت الأمر لاتحادها العمالي بالتحرك لإنقاذها من أي تحرك شعبي غاضب قد يسقطها في الشارع.

فاقتصرت المشاركة على موظفي الضمان الاجتماعي وتوقف عمال المطار لساعتين عن العمل. هذا يعد هزيمة بالنسبة للطبقة الحاكمة التي تعمل ليلاً نهاراً على ابقاء هيمنتها على الاتحاد العمالي العام وابقائه مشلولاً خوفاً من ان يسيطر العمال عليه كما كان الحال قبل الحرب الاهلية وفي فترة الستينيات ومطلع السبعينيات عندما لعب الاتحاد العمالي العام دوراً كبيراً في مكاسب الضمان الاجتماعي وفرض حد ادنى للأجور وتنظيم ساعات العمل.

ان الحديث في الشارع اليوم هو حول الظروف المعيشية ولا شيء آخر. وفي حين أن الطبقة الحاكمة تحاول أن توجه الطبقة العاملة نحو الاحداث في سوريا واللعب على خلاف حول الاحداث فيها، واختلاق تشنجات سياسية وطائفية جديدة. المزاج اليوم هو غضب جماهيري والطبقة العاملة تعيش اليوم حالة غليان غير مسبوق من غلاء الأسعار وبشكل خاص أسعار المحروقات ما يؤثر على اسعار جميع السلع ، وانخفاض وزن ربطة الخبز، وارتفاع نسبة البطالة والسرقة بشكل كبير، وتوقف المستشفيات عن استقبال المرضى المسجلين في الضمان الاجتماعي بسبب عجز في صندوق الضمان الاجتماعي على أيدي الحكومة الفاسدة. هذه سياسات اتبعت منذ منتصف التسعينيات لضرب الضمان الاجتماعي ولتهييئه للخصخصة بهدف الربح للشركات الكبرى.

إن الرقم الحقيقي للبطالة غير معروف ولكن عدة تقارير تشير إلى انها تتجاوز الـ35% وان هناك نسبة كبيرة من البطالة المقنّعة. كل هذه التراكمات أدت الى تزايد الغضب الجماهيري اتجاه الاحزاب الكبرى والطبقة المتحكمة بالسلطة من رجال اعمال وأصحاب الشركات الكبرى. وبدأت النقابات المستقلة تنمو وبعض النقابات التي تنتمي الى الاتحاد العمالي العام بدأت تسحب الثقة عن قيادتها الفاسدة وتتحرك خارج هذه السلطة.

ان اليوم هو من اشد الايام ضرورة لبناء بديلنا العمالي بنفسنا وهو فرصة كبيرة للنضال من أجل بناء حزب عمالي جماهيري قادر على توحيد الطبقة العاملة وعلى اسقاط هذا النظام الطائفي الفاسد. هكذا حزب بديل للعمال يستطيع أن يضم اليساريين وجميع المناضلين ضد سياسات رأس المال ويمكننا أن نبني داخله برنامجاً اشتراكياً ديمقراطي. وعلى هكذا خطوة الربط مع الثورات في العالم العربي والتحركات العمالية في جميع دول العالم لتحقيق الاشتراكية الحقيقية في لبنان كجزء من شرق اوسط اشتراكي.

No comments:

Post a Comment